المنهج الواحد أم تعدد الخيارات..؟!!!


هل انت مع ؟؟ 

 ابيض و اسود..  

أم 

 ملايييين الدرجات من كل لون(احمر /ازرق/اصفر..) 


ما اريكم إلا ما أرى و ما اهديكم إلا سواء السبيل.. 

أم

 امرهم شورى بينهم.. 


العلاج بالطب الدوائى الكيميائي.. 

أم

العلاج بالطب الهندى /الصينى /التكميلى /البديل /الأعشاب /النبوى /الريكى /البراك هلينج /.... 


كرة القدم (كونها الرياضة الأكثر شعبية).. 

أم

انواع الرياضات الجماعية /الفردية /القتالية /العاب قوى /كمال أجسام /سباحة / يوجا / تشى كونج.... 

المطبخ التقليدى لموطنك.. 

 أم 

المطابخ المتعددة حول العالم (هندى /صينى /شرق اوسطى /مكسيكى /.....) 

و هكذا فى كل جوانب حياتنا.. 


لو لاحظت و تأملت  تجد انه على مدار سنين عمرنا تبرمجنا على المنهج الواحد.. 

كيف...؟ ؟

تولد فى مجتمعك تتبرمج على عاداته و تقاليده (إلى جانب الانتماءات الدينية /العرقية /القبلية /او حتى العنصرية).. 

واذا فكرت ان تغير او تطور فيها تتعرض للاستنكار او  للتنمر او النبذ او الهجر او التعنيف او... او... و هذا ما وجدنا عليه اباءما و انا على اثارهم مقتدون... 

تربى فى الغالب على الأبيض و الأسود هذا صواب هذا خطأ أو حلال و حرام او.... 

تجد نفسك تمشى بخطى واثقة ثابتة هكذا يخيل لك... 

تبدأ حياتك وفق نظم محددة و معروفة مسبقا و لا جديد.. 

تدخل (وفق منهج الآباء و الأجداد) المدرسة ثم الجامعة و العمل تتزوج و تنجب أطفال يكبر الأطفال يدخلون المدرسة ثم الجامعة..... 

تتقاعد انت ثم تموت و يكمل الأطفال و يمشون نفس الخطى الواثقة الثابتة كما يخيل إليهم و هكذا دواليك إلى أن يأتى أحدهم و يقرر ان يغير نمط الحياة و يتمرد على منهج الآباء.. 

صحيح فى المغامرة و التجديد  مخاطرة و لكن المنهج الواحد قاتل..(من وجهة نظرى) .. 

حقيقة انا اؤمن بأنه لا يوجد صواب و خطأ.. إنما لكل  قرار  تبعات.. 

فرايى صواب يحتمل الخطأ و رايك خطأ يحتمل الصواب... 

و انت حر تختار ما تشاء حتى لو كان نفس خيار الآباء فهو من ضمن الاختيارات أيضا..  


اعلم جيدا ان هناك العديد من الدراسات التى تذم و تظهر خطورة تعدد الاختيارات بل و تحذرك من كثرة الاختيارات .... 

(يمكنك أن تبحث فى جوجل على تفاصيل هذه الدراسات).. 

هذا في الحقيقة يحدث وفق ظاهرة سماها الكاتب الأمريكي "ألفين تولفر" في كتابه "صدمة المستقبل" الصادر في عام 1970 "Overchoice" الخيارات الفائضة أو الزائدة عن الحاجة.

 فكثرة الخيارات المتاحة أمامنا تصيبنا بالحيرة وتجعلنا أقل رضا عن اختياراتنا مهما كانت وأحياناً تشل قدرتنا على الاختيار أصلاً.

 

ربما أفضل ما قيل  هو ما قاله "باري شوارتز" في كتابه "مفارقة الاختيار" الصادر في عام 2004: "كلما كان هناك المزيد من الخيارات زاد احتمال اختيار الشخص لخيار غير مثالي، وهو الاحتمال الذي يمكنه القضاء على أي متعة قد يحصل عليها هذا الشخص من اختياره الفعلي."

و كذلك الأمثال تظهر نفس الشئ (عايز تحيره خيره.../اللى تعرفه احسن من اللى ما تعرفوش.. /الله لا يغير علينا ) و هكذا.. 

انتبه ان هذه الدراسات( تمثل الشركات التجارية و الوعى الجمعى و الامثال) تبرمجك على أن كثرة الخيارات تزيد من احتمالية الفشل فى إيجاد الاختيار المثالى.. / او على أقل تقدير تقلل من احساسك بالرضا عن اختيارك!!! 

  تجعلك خائف ومتردد من كثرة الخيارات و تظهر مدى العبء النفسى الواقع عليك من كثرة الخيارات.. 
بل و تبرمجك على الإجبار (الحل الواحد).. 

السؤال الذى يطرح نفسه... أليس تعدد الخيارات هى نوع من الوفرة التى نسعها إليها جميعا؟؟!!!!!!

و لو توقفت قليلا و راقبت يومك لوجدت نفسك خلال ساعات اليوم تقوم طوال الوقت بالاختيار.. 

بمعنى.. 

متى وقت استيقاظك..؟ 

ما هو فطورك؟ شاى /قهوة /عصير /فطور خفيف / فاكهة /ام انك تقرر تأجيل الفطور؟؟ 

هل ستقوم بممارسة الرياضة قبل الإفطار؟ ام قبل الغداء؟ ام ان الرياضة ليست فى جدولك اساسا؟ 

هل سترتدى ملابس رسمية /رياضية /.....و اى لون تفضل ؟؟ 

هل ستذهب للعمل بسيارتك الخاصة ام مع صديق ام بالمواصلات العامة ام مشى...... ؟

و هكذا..




 

هل لاحظت كم الخيارات خلال يومك!! 

هل لاحظت كم الوفرة و الحرية فى عالمك!! 

_الخيار الواحد (المنهج الواحد) إجبار ... 

لديك خيارين فهذا معضلة... اكثر من ثلاث خيارات انت على بداية  طريق الوعى و الحرية و الوفرة... 

درب نفسك على تعدد الخيارات أوجد  من أربع إلى عشر خيارات متاحة كل مرة يعرض عليك فيها  الاختيار (عند شراء الملابس او الطعام  مثلا / حلول لمشكلة ما /بدائل لخططك /.....). 

_كلما ارتفع وعيك و ازداد  تطورك توسعت خياراتك و هو ما يشعرك بالوفرة و المرونة و التوسع و الأهم الحرية... 

_كن شجاع ولا تخف من اختياراتك او تهرب منها  حتى و لو ظهر لك ان خيارك غير مناسب فيما بعد... فعدم الاختيار يوقفك مكانك دون تعلم او تطور.. 

_اعلم انه من الممكن دائما تغيير  اختياراتك او على الاقل التعديل فيها  و مهما يكن فهذا ليس نهاية العالم....


_تستطيع أن تعيش حياة استثنائية بخيارات عديدة مختلفة كل يوم ... 

تأخذ ما يناسبك من مجتمعك تطور/تغير فيه... تتبنى خيارات مختلفة.. 

توجد خلطتك الخاصة بك.. 

المهم انك حر و الخيارات لا نهائية متاحة دوما  لك فى كل لحظة... 

استمتع برحلتك و بالوفرة و التوسع و لا تسجن نفسك فى ضيق الخيار/ المنهج الواحد... 


و دمتم بكل حب 💙💚💜


Comments

Popular posts from this blog

Jump to the right pendulum for you

Say No, Even without a voice or a gesture.