قوة التخلى..








فى التخلى تجلى..

عبارة عميقة بليغة تعبد لك الطريق و توفر عليك الكثير من الوقت والجهد و الطاقة..
بل ان هذه العبارة تعتبر بحد ذاتها منهج حياة..
يعرفها جيدا من هم مثلى.. من المهتمين بالوعى و تطوير الذات..

فى رأيى ... 
 التخلى يكون  عن كل ما يعيق استمتعنا برحلتنا هنا..
 التخلى عن كل ما هو مزعج و مؤذى ليتجلى لنا كل ما هو جميل و مبهج ..
نتخلى طوعا حتى لا نجبر على التخلى كرها.. 

و لكن ما هو  التخلى؟ و لماذا يعطى قوة؟ و ما هو التجلى؟ 

بداية دعونا نتساءل عن ماذا تتخلى؟؟ 

    تتخلى... 

... عن ظلام نفسك لتتجلى لك انوارها.
...عن حزنك على ماضى مضى و خوفك و قلقك من مستقبل آت ليتجلى لك عيش اللحظة هنا و الآن فاللحظة هى كل ما تمكله حقا..
...عن سخطك و غضبك من واقع لا تريده  ليتجلى لك لطف الله فى اقداره ..
... عن ماضى مؤلم و إحداث غير مرغوب فيها لنفسح المجال لتجلى مستقبل مشرق مبهج بهى.. 
...عن التعلق بأناس مؤذيين مزعجين محبطين ليتجلى لك اخرين محبين و داعمين.. 
... عن الاقنعة التى تتوارى خلفها خشية ان تفقد القبول لدى الآخر ليتجلى و يشع نورك الداخلى الفريد...
... عن عيش دور الضحية و لوم الآخرين و عدم تحمل مسؤولية نفسك لتتجلى لك قدراتك الحقيقة التى وهبها الله لك..
... عن مقارنة نفسك بغيرك أو عن احساسك بالافضلية/الدونية   ليتجلى لك جمال تفردك و يتسنى لك استمتاعك بالرحلة.. 
..عن إطلاق الأحكام على نفسك و على المختلف عنك ليتجلى القبول و الاحترام و  جمال التنوع.. 
...عن الاستبداد و الرغبة الجامحة فى التحكم بالاخر لتتجلى الحرية فى أبهى صورها..
... عن سوء الظن بالله و بالناس ليتجلى لك حسن التدبير و التسخير.. 
...عن ضيق الافق و المنهج الواحد ليتجلى لك الوسع الذى اودعه الله فى كونه الفسيح.. 
...عن مقاومة الحياة  و التحكم فى رسم الطريق للخالق ليتجلى لك  التدفق و السريان و روعة و معجزات الحياة.
... عن التعلق بالأهداف و الرغبات  و الانجازات و النجاحات و تسليمها لمن يدبر الأمر فهو وحده سبحانه و تعالى قادر على أن يجعلها واقع و ان تتجلى  فى الوقت المناسب و بالكيفية المناسبة..
... عن منطقة راحتك لتتجلى لك التجارب و المهارات الجديدة التى تطور ذاتك و ترفع من وعيك ..

و الأهم أن تتخلى عن الدنيا و ما فيها لتتجلى أنوار الله فى قلبك و روحك.. 

انا اقصد هنا الدنيا بمفهومها المادى البحت و لا اقصد التخلى عن الرحلة بتاتا ..

فقط اخرج من حولك و قوتك و تخلى عن كبرك و ظلمك لنفسك واهدار طاقتك .. سلم لمن بيده كل شئ ليتجلى لك كل ما تحب و ترغب فى أبهى صورة ..


  التخلى.. 
     هو اعترافك (مهما بلغت قوتك/ علمك /ذكاؤك/خبرتك/ سلطتك/ ثراؤك/نجاحاتك/و حتى روحانيتك/........) إنك ستظل دائما و أبدا بحاجة إلى الحى الذى لا يموت سبحانه و لا يمكنك باى حال من الأحوال الاستغناء عن مدده .... 
 هو  التسليم و اليقين ان هناك قوة(الله جل جلاله) لا محدودة ترعاك و تعتنى بك بل و تحبك حب غير مشروط و تدبر امورك و تسخر لك ما لا تعلمه من جنود ..
فالتخلى يعمق اتصالك بمدبر الأمر سبحانه و يعزز توكلك عليه و ان لا ملجأ منه إلا اليه.. 
و هذا الذى يجعلك تعيش سلام داخلى عميق.. 


اما قوة التخلى.... 
   فتكمن فى شجاعتك على التخلى عن الأشياء /الأشخاص/الأحداث/الأفكار /المشاعر..... و ليس التمسك بها.. 
  تكمن فى قبولك التخلى عن(الأشياء /الأشخاص /الأحداث /الأفكار /المشاعر ....) بمحض ارادتك حتى وان وجد ألم الفقد /الخسارة / الفراق.. 
لأنه مهما حدث فإن معى ربى سيهدين... 

و هذا الايمان حتما سيغير حياتك إلى الأفضل.. 

و أما التجلى... 
  هو ما يشرق بداخلك من نور مريح و سلام عميق  عند استشعارك بأحاطة الله لك  بألطافه الخفية..
يقينا سيظهر و يتجلى  فى عالمك المادى ما يسعد فؤادك و يؤنس روحك.. 

و اخيرا... 
_التخلى يحتاج إلى شجاعة و مثابرة  لبعض الوقت.. 
_ابدأ بالتخلى عن الأشياء المادية القديمة (ملابس قديمة /طعام غير صحى /......) و التى تزعجك والتى تملأ بها حياتك .. 
_بعدها تستطيع أن تتخلى عن سلوك مؤذى(نمط حياة رتيب و ملل مثلا)  لطالما تمنيت آن تتخلص منه.. 
و هكذا تدرج فى التخلى عن الأشياء المادية /الأحكام /الأشخاص /الأحداث/الأفكار /المشاعر .. التى  تثقل كاهلك  و تعيق انطلاقك... 
و اوعدك انك كلما تخليت كلما شعرت بالخفة فى جسدك و قلبك و روحك..
فلم يعد شعور الخسارة و الفقد يخفيك كما فى السابق.. 
و هذا له  أثر عميق فى  شعورك بالقوة.. قوة اتصالك بالله سبحانه مصدر كل الطاقات.. 

لا تأخذ نفسك بالشدة و إنما عاملها باللين و الرفق حتى تصل إلى قوة التخلى طوعا  لتتذوق حلاوة التسليم لمدبر الأمر سبحانه..


و دمتم بكل حب 💚💙💜

Comments

Popular posts from this blog

Jump to the right pendulum for you

Why we live? Climbing up to the inside of life.

Say No, Even without a voice or a gesture.